و یبدأ "فری" مقالته بسرد الإشارات التی تدل على التقارب بین السعودیة و«إسرائیل» بالقول : "فی بدایة شهر أکتوبر تحدثت القناة الثانیة «الإسرائیلیة» عن لقاء سری عُقد فی «إسرائیل» بین رئیس الحکومة بنیامین نتانیاهو ومسؤول کبیر من دول الخلیج الفارسی . و یبدو أن الحدیث هنا کان یدور عن الأمیر بندر بن سلطان رئیس جهاز الاستخبارات السعودی و السفیر السابق فی الولایات المتحدة" . و قبل یوم واحد من هذا التسریب الإعلامی حول اللقاء ، تحدث نتانیاهو عن تلک العلاقات الناشئة و ذلک فی خطابه أمام الجمعیة العامة للأمم المتحدة ، عندما قال : ان "الخطر الذی تمثله إیران نوویة وظهور تهدیدات أخرى فی المنطقة ، دفعت ببعض جیراننا العرب إلى الاعتراف بأن «إسرائیل» لیست عدوًا . و هذا الأمر یسمح لنا بتجاوز حالة العداء والخصومة طویلة الأمد والعمل من أجل بناء علاقات جدیدة قائمة على الصداقة والأمل الجدید" . و اضاف فری : "بالإضافة إلى المصلحة المشترکة بین «إسرائیل» والسعودیة ، فإن الدولتین لدیهما مصلحة مشترکة أیضًا فی دعم النظام العسکری فی مصر ، کما تدعمان سقوط نظام بشار الأسد فی سوریا" . ویرى الکاتب أن النظرة الجیوسیاسیة للأمیر بندر بن سلطان و تجربته الطویلة تساهم فی دفع هذا التقارب قدمًا . کما یرى الکاتب أن التحالف السعودی ـ «الإسرائیلی» و حالة الدمج الممکنة بین قوة التأثیر الخاصة بالدولتین ، على سبیل المثال القدرة الخاصة للوبی «الإسرائیلی» فی الولایات المتحدة والمالیة والنفط للسعودیة ، یمکن أن تؤدی إلى نشوء قوة عظمى جدیدة وقویة فی الشرق الأوسط وقد یکون لها أیضًا تأثیر یتجاوز المنطقة ویمتد إلى العالم کله . و الخلاصة ، التی یخرج بها الکاتب ، هی أن الدمج بین تلک الإمکانیات ومصادر القوة سیشکل تهدیدًا على القوة الأمریکیة وتأثیرها فی الشرق الأوسط ، کما یورط و یشوش على الدبلوماسیة الأمریکیة وقدرتها على اتخاذ القرار بشکل مستقل . و یؤکد فری "إن الخیار الوحید من أجل تغلب الولایات المتحدة على مثل هذا التحالف «الإسرائیلی» ـ السعودی فی الشرق ، یکون فی دمج للتأثیر والقوة بین الولایات المتحدة وروسیا" . ولا یستبعد الکاتب "أن تخلق حالة الاندماج بین صاحبی الأطوار الغریبة نتانیاهو وبندر بن سلطان اندماجًا وتحالفًا بین صاحبی أطوار لیست أقل غرابة، أوباما وبوتین" .